مالي وترحالي.. وقصص لعيالي، ونوتة مذكراتي وسيرة حياتي، قرآن، و إم بي ثري، وسيديهات ديفيدي، وكُتب وروايات وحاجات ومحتاجات .. في "شنطة سفر"!

بحث في المدونة

إنهن يشربن الـ "بيريل"

الجمعة، 19 أغسطس 2011


أسقطت ثورة الخامس والعشرين من يناير العديد من الأقنعة، وكشفت حقيقة الكثير من الشخصيات اللامعة في مجتمعنا المصري، وفي الوقت الذي كانت تتهاوى تلك الشخصيات صعدت شخصيات أخرى مكانها ونالت من الشهرة والشعبية أكثر مما تستحق بكثير.. 
وكعادة مُجتمعنا المصري بصفته "مُجتمع ذكوري" قام بتسفيه دور الناشطات السياسيات والسخرية منهم (بقصد أو بدون قصد) واستنكر مُشاركة المرأة في الحالة الثورية التي تعيشها مِصر.
فـ على سبيل المِثال، تضامن مُؤخراً بعض الشباب على الإنترنت مع الناشط لُؤي نجاتي رافعين شعار "لا للمحاكمات العسكرية"، على الجانب الآخر عندما تعرضت أسماء محفوظ إلى نفس ما تعرض له لُؤي.. فرح بعض الشباب رافعين شِعار "أحسن، خليها تتربى"، كأن ليس من حقها كـ "بنت" أن تتكلم بجرأة وبدون خوف (كأن جُرأة أسماء خطأ يجب أن تدفع ثمنه).
مُتناسيين ما قامت به أسماء قبل اندلاع الثورة، ففي الوقت الذي كانت تخاف فيه "رجالة بـ شنبات (ودقون)" أن تشارك في أي مُظاهرة خشية أن تُلتقط لهم صورة من مُخبرين جهاز أمن الدولة المنحل، فيذوقوا العذاب على أيدي رجال الجهاز.. خرجت أسماء إلينا بمقطع فيديو يدعو الناس للتظاهر ضد الظلم والفقر والجوع، ولم تخشى حينها إلا الله!
وبعد قيام الثورة، ظهر على الشاشة بعد غياب طويل إعلامي شهير في برنامج يحمل إسمه، ليبخ السم في آذان المُشاهِدين كُلَ يوم، و ليصرخ و يبكي كـ الأرامِل "خلااااص.. كفاية كدة.. البلد باظت.. الريِّس وعد بالتغيير".. وعلى الجانب الآخر كانت نوارة، في مُداخلات تيليفونية دائمة مع قناة الجزيرة (والنظام ما زال يحتفظ ببعض القوّة) قائلة: "إحنا مكنّاش بنهزر، مش هنمشي إلا لما يقول أنا فهمتكم". أظن أنه لا يوجد وجه مقارنة بين نوارة و هذا الإعلامي الــ "أراجوز". بالمناسبة، هو نفس الإعلامي الذي ظهر يوم التنحي باكياً على قناة أون تي في: "إحنا كنّا مذلولين يا جماعة!! لا يمكن هييجي أسوأ من اللي كُنا فيه، إحنا كُنا في عصر.. إسود و مهبب.... إلخ"
و في مثال آخر، عندما كانت أحداث الثورة على أشُدّها، التقى إعلامي في التيليفزيون الحكومي بالمُستشار سليط اللسان، و الناشطة إسراء عبدالفتاح (مُتخيلين أن إسراء كونها فتاة، ستكون فريسة سهلة يسهل التلاعب بها أمام المُشاهِدين) ولكنها كانت أجرأ من كثيرين من الذين تربطهم بهذا المُستشار العديد من القضايا في المحاكِم (الذين يخشون أن يلاقوه صُدفةً في الشارع).. و زي ما تقول كدة.. "غسلِتُه"!!
أسماء، نوارة، وإسراء.. مُجرد أمثِلة عن بنات أكثر رُجولة من كثير من شباب جيلي.. بنات يشربن الـ "بيريل":) 

19 أغسطس 2011 - عبدالله خيري