ثورة دي ولّا انقلاب؟ .. في البداية كان حديث الساعة في
وسائل الإعلام بعد أن خرج علينا الفريق أول عبدالفتاح السيسي (قبل أن يوفّقه الله
لرتبة مشير) ببيان 3 يوليو، يعلن فيه عزل الدكتور محمد مرسي، وتنصيب المستشار
عدلي منصور كرئيسًا مؤقتًا للدولة. ثم بعد ذلك تحوّل السؤال إلى مطلع أغنية
إخوانية، وسرعان ما أصبح إفيه شبابي يُستعمل للهروب من أي نقاش عقيم، مثل الجدل
حول "هناكل إيه النهاردة؟".
أصبح من الضروري أن نضع حدًا لهذا التساؤل.. ثورة أم انقلاب.. ثورة شعبية، أم انقلاب على الشرعية؟
بشكل شخصي، وإن طُلب مني أن أدلو بدلوي في نقاش على إحدى المقاهي، فسأجاوب مُسرعًا "انقلاب" غير مهتمًا بنظرات الاستهجان والخوف منّي كإرهابي، ثم أطلب أن ننتقل إلى موضوع آخر أكثر أهمية للنتناقش حوله وليكُن عودة الزمالك، أو حلقة الشيف الشربيني أمس التي كانت عن وجبة "الصي فوض" كما يُسميها.
بشكل شخصي، وإن طُلب مني أن أدلو بدلوي في نقاش على إحدى المقاهي، فسأجاوب مُسرعًا "انقلاب" غير مهتمًا بنظرات الاستهجان والخوف منّي كإرهابي، ثم أطلب أن ننتقل إلى موضوع آخر أكثر أهمية للنتناقش حوله وليكُن عودة الزمالك، أو حلقة الشيف الشربيني أمس التي كانت عن وجبة "الصي فوض" كما يُسميها.
ولكن بما أنه مقالي، في مساحتي الخاصة للتدوين
و"الرغي"، فقد تكون تلك هي الفرصة الأنسب لكي أُعرب فيها عن رأيي في ما
حدث.
ثورة أم انقلاب.. ليست المشكلة في 30 يونيو، بل من الفترض أن يُركَّز الحديث على 3 يوليو.
ما حدث كان تأسيسًا لفاشيةٍ عسكريةٍ جديدة! إن لم يكن إنقلابًا على شرعية الرئيس المنتخب كما يدّعي دراويش مرسي، فهي ثورة مُضادة لـ ثورة 25 يناير لما لها من تبعات، وإن لم تكن ثورة مضادة فهي انقلاب على إرادة الجماهير. فقد كانت مطالب القوى الثورية التي دعَت ونظّمت وشاركت في تظاهرات 30 يونيو واضحة؛ كانت تطالب بانتخابات رئاسية مُبكرة، ولم يكن اختراعًا سياسيًا جديدًا، ولكن سمعنا عنه من قبل في أوروبا والدول المتقدمة، ولم يحدث بعده تدخلًا عسكريًا للإطاحة بالرئيس أو للحفاظ على الأمن.
ثورة أم انقلاب.. ليست المشكلة في 30 يونيو، بل من الفترض أن يُركَّز الحديث على 3 يوليو.
ما حدث كان تأسيسًا لفاشيةٍ عسكريةٍ جديدة! إن لم يكن إنقلابًا على شرعية الرئيس المنتخب كما يدّعي دراويش مرسي، فهي ثورة مُضادة لـ ثورة 25 يناير لما لها من تبعات، وإن لم تكن ثورة مضادة فهي انقلاب على إرادة الجماهير. فقد كانت مطالب القوى الثورية التي دعَت ونظّمت وشاركت في تظاهرات 30 يونيو واضحة؛ كانت تطالب بانتخابات رئاسية مُبكرة، ولم يكن اختراعًا سياسيًا جديدًا، ولكن سمعنا عنه من قبل في أوروبا والدول المتقدمة، ولم يحدث بعده تدخلًا عسكريًا للإطاحة بالرئيس أو للحفاظ على الأمن.
ظهرت بعض الأصوات التي ترى أن ما حدث كان إنقلابًا عسكريًا بامتياز، وأن التحرك بالأساس كان تحرّكًا للجيش قبل 30 يونيو حين
انتشرت قوات الجيش في الشوارع، وصدرت تصريحات تفيد ضمنيًا بأن الجيش مع عزل
مرسي..
فكابر الجميع، خوّنهم البعض، وزايد عليهم البعض الآخر، وكان كثير من المُكابرين -للأسف- رفاقًا في طريق الثورة والنضال من أجل الحرية الكاملة وإسقاط هيمنة المؤسسة العسكرية على الحياة السياسية في مصر. وراحوا يدافعون عما حدث ويبررونه، مدعيين أنه كان ضرورةً لمواجهة خطر الإخوان، لإن الجيش هو القوة الوحيدة القادرة على دحر الإخوان. طيّب!
ثم راحوا لما هو أبعد من ذلك، ودافعوا واستماتوا دفاعًا عن "التفويض" الذي طلبه السيسي للقضاء على الإرهاب -قاصدًا الإخوان- الذي تبعهُ "مجزرة" رابعة والنهضة، التي راح ضحيّتها 1684 قتيل كحد أدنى (نقلاً عن ويكي ثورة).
فكابر الجميع، خوّنهم البعض، وزايد عليهم البعض الآخر، وكان كثير من المُكابرين -للأسف- رفاقًا في طريق الثورة والنضال من أجل الحرية الكاملة وإسقاط هيمنة المؤسسة العسكرية على الحياة السياسية في مصر. وراحوا يدافعون عما حدث ويبررونه، مدعيين أنه كان ضرورةً لمواجهة خطر الإخوان، لإن الجيش هو القوة الوحيدة القادرة على دحر الإخوان. طيّب!
ثم راحوا لما هو أبعد من ذلك، ودافعوا واستماتوا دفاعًا عن "التفويض" الذي طلبه السيسي للقضاء على الإرهاب -قاصدًا الإخوان- الذي تبعهُ "مجزرة" رابعة والنهضة، التي راح ضحيّتها 1684 قتيل كحد أدنى (نقلاً عن ويكي ثورة).
مرّت الأيام، وتناسى الأصدقاء الثوريون كل شيء، دماء
قتلى الإخوان، والسجون الممتلئة بأبرياء ليس لهم علاقة لا بالعنف ولا بالجرائم
السياسية لقادة الإخوان، وغضوا البصر عن الاتهامات المضحكة التي توجّه لمُراهقي
الإخوان مثل "حيازة مسطرة رابعة" و "حيازة بالونات رابعة".
ثم بدأ بعض الحراك الثوري ضد السلطة الحالية بعد إقرار قانون التظاهر، وشعر البعض أن هناك خطرًا ما يهدد حلم الثورة.. زاد تعداد القتلى والمعتقلين، ولكن هذه المرّة من صفوفنا، صفوف القوى المدنية المُناهضة لحكم الإخوان!
ثم بدأ بعض الحراك الثوري ضد السلطة الحالية بعد إقرار قانون التظاهر، وشعر البعض أن هناك خطرًا ما يهدد حلم الثورة.. زاد تعداد القتلى والمعتقلين، ولكن هذه المرّة من صفوفنا، صفوف القوى المدنية المُناهضة لحكم الإخوان!
كل ما ذُكر لم يحرّك ساكنًا في صديقي الثوري، ولكن في
مشهدٍ دراميٍ صادم، تم ترقية السيسي إلى مشير، ثم من بعدها تم تفويضه من قبل
المجلس الأعلى للقوات المُسلّحة كي يترشح للرئاسة، مما يعني أن المجلس أصبح حزبًا سياسيًا مُسلّحًا لا يمكن مواجهته بالصندوق، وأن السيسي لم يفي بوعده بعدم ترشّحه،
وأن أحلام صديقي الثوري انقلبت إلى كابوس..
ثم أطرق صديقي رأسه وقال مُتمتمًا.. ده باينّه انقلاب ولّا إيه!!
27 يناير 2014 - عبدالله خيري
ثم أطرق صديقي رأسه وقال مُتمتمًا.. ده باينّه انقلاب ولّا إيه!!
27 يناير 2014 - عبدالله خيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق