مالي وترحالي.. وقصص لعيالي، ونوتة مذكراتي وسيرة حياتي، قرآن، و إم بي ثري، وسيديهات ديفيدي، وكُتب وروايات وحاجات ومحتاجات .. في "شنطة سفر"!

بحث في المدونة

إبعد عن الشر

الخميس، 21 نوفمبر 2013




محمود عبدالحكيم،

طالب في كلية الهندسة، قسم ميكانيكا.. محمود هوّ آخر ضحايا جنون الدولة في حرب البقاء اللي بتخوضها ضد كل معارضيها..

كتير للأسف من اللي كانوا بيتسمّوا نشطاء وسياسيين ونخبة أدركوا جنون الدولة الحالي وإنها "مستبيعة" وماعادش فارق معاها الدم، طول ما كله ماشي بالتراضي وبالتفويض. ولما أدركوا ده مشيوا بمبدأ إبعد عن الشر وغنيله، مش بس تغنيله، غنيله وإتمحلسله وحاول تكون في صفه لو ماعرفتش تاخده في صفك!

أفتكر لما جيكا الله يرحمه مات ماسمعتش حد قال إن اللي دعى وحشد للمظاهرات هو الغلطان.. الإتهام كان واضح، مرسي قاتل ويتحمل كل المسؤولية.
تغيّر رأس النظام وأصبح راجل عسكري، والكل بص في الأرض وقال ماكانش يصح ينزل يتظاهر دلوقتي برضو يا جماعة!

أرجوك شوية عقل! .. مش معقول ولا مقبول إن لما يكون قصادنا جريمة قتل ندوّر في الأساس على اتهام للمقتول، بعدين ننكر فعل القتل! الرحمة!
لسة في ناس مش قادرة تفهم إن الدولة بداخليتها وبلطجيتها مابتصدق تلاقي أي فرصة تصفّي فيها أعدائها مادياً (بالقتل والإعتقال) أو معنوياً (بالتشويه والحجب).. وأعداء الدولة مش أعداء للوطن ولا الدين ولا العروبة.. أعداء الدولة هم كل اللي حلموا في يوم بالتغيير والمساواة و بدولة عدل يتساوى فيها روح اللوا بـ روح المُجند.

الله يرحمنا ويرحمك يا محمود.

21 نوفمبر 2013 - عبدالله خيري

إنت بترد عليا يا ولد؟!

الجمعة، 7 يونيو 2013

أبحثُ منذ طفولتي عن المنطق و العقلانية في الأوامر التي تُصدَر إليّ، لا يهمني غرض "الآمر" من "الأمر" ، قدر ما يهمني ما مدى الاستفادة من تنفيذ هذا الأمر، و ما هيَ المصيبة التي ستحدث لو لم أُنفـِّذ.

عنادي مع الآمر غير المُسبب، ناتج عن أمر غير مُسبب! كُلٌّ منّا لا يملك الحُجّة - أو يملكها ولا يُبرِزها -  وكلانا ينتظر رضوخ الآخر له، لكن، لأجل ماذا يرضخ؟
هناك حُجّة، هناك دافع، ولكن هل من عاقل يرضخ لحُجّة مبهمة الملامح؟ بل و من الممكن أن تكون سراباً، لا وجود لها؟
و بالتالي يستمر العناد.. يرتفع الصوت.. تزداد الفجوة..
و عندها لا يَعُد للحوار أدنى فائدة ولا يُمكِّن أي طرف من إقناع الآخر مهما كانت قوة حُجته.

ماذا تستفيد أيها الأب من تبرير أمر بكلمة "كدة" أو "هكذا أأمُرَك" أو ماذا يضُرَّك تبرير الأمر قبل طلبه؟
يمكن للتبرير أن يكون بشكل مباشر أو غير مباشر، لك أن تستعمل الطريق غير المباشر إن كان تبريرك لطلب تطلبه من إبنك سيمس كرامتك بسوء!
ألم تكن تُؤمَر وتُنَفِّذ في يومٍ من الأيام؟ ماذا كان تأثير "الأمر لمجرد الأمر" عليك؟ أكُنت تنفِّذ بسعادةٍ وحماس؟ ألم تطلب يوماً تفسيراً لأمر؟
لل
إله فقط الحَق في أن يأمُر دون تبرير، ولكن حتَّى "رب الكون" تنزَّه عن هذا الحق في كثير من المواقف رحمةً بـ "عبادِه" .

ليس هكذا تُبنى الأخلاق، ولا حتى تُبنى الطاعة العمياء - إن كان لابد منها - بل كل ما تفعله أن تنتج للمجتمع شخصاً لا يتكلم إلّا إذا كان عليه أن يتكلَّم، ولا يفعل إلّا إذا كان فوقَهُ آمِر.

حرروا أبناءكم من قيود آبائكم، حرروا أبناءكم وتلاميذكم وموظفيكم ولا تستعبدوهم، يرحمكم الله.

                                                                     

14 مايو 2012 - عبدالله خيري